محطات تاريخية: عندما يتوحد الغريمين

وأكدت نهائيات كأس العالم التي أقيمت للمرة الأولى في قارة آسيا، قدرة الدولتين المضيفتين على تنظيم حدث عالمي كبير، كما أنها أكدت قدرة الأجهزة الفنية والإدارية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على العمل مع الاتحاد الدولية للعبة من أجل ضمان تنظيم النهائيات على أعلى مستوى من كافة الجوانب.

ومع انطلاق مباريات البطولة، كانت ملاعب كوريا الجنوبية واليابان وفق أعلى المعايير العالمية، في حين وقف الجيل الجديد من اللاعبين الآسيويين على ذات المستوى مع أبرز نجوم العالم.

كما كان لنهائيات كأس العالم 2002 تأثير إيجابي آخر، حيث أنها ساعدت في توطيد العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابانية، حيث قال كونيا دايني رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم حول هذا الأمر: هذه النهائيات كان لها مساهمة كبيرة في تحسين العلاقات بين البلدين.

وأضاف: إلى جانب كرة القدم، كان هنالك تبادل إضافي على المستوى الثقافي والترفيهي.. كانت هذه أول نهائيات لكأس العالم تقام في قارة آسيا، كما أنها أول نهائيات في التاريخ تقام بالتشارك بين دولتين، وكان هذا بالفعل إنجازا تاريخيا لقارة آسيا وللاتحاد الدولي، حيث شهد شعار (ابتسامات كأس العالم) تفاعلا كبيرا في اليابان وكوريا الجنوبية.

تاريخيا كان هنالك تنافس سياسي كبير بين البلدين، حيث كانا يشكلان قوى إقليمية وقارية رئيسية، كما كان هنالك بينهما تنافس كبير في ميادين كرة القدم.

ولكن روح التضامن بين البلدين كانت تظهر من وقت لآخر في ملاعب كرة القدم، ليس فقط في نهائيات كأس العالم 2002، بل إنها شملت أيضا تصفيات كأس العالم 1998.

وأوضح دايني: كانت اليابان تسعى لحجز بطاقة التأهل إلى كأس العالم 1998 للمرة الأولى في تاريخها، ولكن فريقنا كان في وضع صعب بمواجهة منتخبات كوريا الجنوبية والإمارات وكازاخستان وأوزبكستان، حيث حققنا أربعة تعادلات وفوز وخسارة في أول ست مباريات.

وتابع: في يوم الحسم كان يتوجب علينا تحقيق الفوز أمام كوريا الجنوبية على ستاد جامسيل في سيؤول، وعندما دخلت إلى منطقة الجمهور لاحظت لافتة كبيرة كتب عليها -فلنذهب إلى فرنسا معا-.

وكشف: في تلك الأيام كان من الصعب تخيل مشاهدة مثل هذه الرسالة نتيجة للتاريخ السيء بين البلدين، ولهذا فقد تأثرت كثيرا بذلك.. نحن قدرنا ما قامت به الجماهير الكورية، وهذا الأمر أكد القوة الرائعة للعبة كرة القدم.

وختم: في ذلك الوقت كان قرار مشاركتنا باستضافة كأس العالم قد أعلن، وبعد مشاهدة تلك اللافتة أصبحت واثقا من نجاحنا في تنظيم كأس العالم.